الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

لمن يريد الاحتفال براس السنة الميلادية انتظر فانت مسلم ! وحكم من يفعل ذلك ويهنئ بالاحتفال بهذه الاعياد او غيرها لهم . وماحقيقة هذا اليوم الذى يحتفلون فيه ؟

لمن يريد الاحتفال براس السنة الميلادية انتظر فانت مسلم ! وحكم من يفعل ذلك ويهنئ بالاحتفال بهذه الاعياد او غيرها لهم .
وماحقيقة هذا اليوم الذى يحتفلون فيه ؟


فى تسجيل صوتى للشيخ أسامة عبد العظيم احد رموز الدعوة السلفية بالإسكندرية تم بثة عبر موقع «صوت السلف» جاء تحت عنوان، الاحتفال برأس السنة «قال فيه»: كثرة من المسلمين تحرص على الاحتفال بهذه المناسبة حيث يخرجون إلى المتنزهات والحدائق العامة وشواطئ البحر، وتزدان المحلات بالزينات والأنوار وأشجار عيد الميلاد وتكثر فى هذا اليوم حفلات الرقص والغناء، يرتحل لها الناس من هنا وهناك، وتستباح القبلات وتعاطى الخمور فى بعض الأوساط لهذه المناسبة، ويتم إلقاء المخلفات والزجاجات من النوافذ عند منتصف الليل، وتكثر هدايا "بابا نويل" و"عمانويل" كما يتم تبادل التهانى بالعام الجديد، والرجم بالغيب فى معرفة أخبار العام الجديد، والتكريس للأشهر الإفرنجية مما يؤدى لمزيد من الجهل بالأشهر العربية وما ارتبط بها من أحكام شرعية، والمسلم فى مشاركته لغيره فى هذا الاحتفال يخالف ما جاء فى كتاب الله وسنة رسوله، ولا يجوز موافقة المشركين فى أعيادهم بحال، لأن السخطة تتنزل عليهم فى أعيادهم، وفى الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم) و(لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم) ولأن تشابه الظواهر يجر إلى تشابه البواطن وهدم لمفهوم الولاء والبراء، كما يترتب على المشابهة مودة ومحبة بين المسلم والكافر، قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(المائدة:15)

.
فلا تجاب الدعوة لأعياد الكفار ولا تقبل الهدية المتعلقة بشعائر دينهم، ولا يبيعهم المسلم ما يستعينون به على عيدهم، ولا يحدث شيئا زائدا فى عيدهم، بل يمرر هذا اليوم كسائر الأيام، وكون الكثرة أو بعض المنسوبين للعلم يشارك فى هذه الأعياد فهذا لا يبررها إذ لا أسوة فى الشر، وليست المشاركة فى أعياد المشركين من سماحة الإسلام فى شيء، بل هى إظهار لشعائر المشركين ودينهم، كما لا يجوز التكريس لها بزعم الوحدة الوطنية، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين !!


قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم أحد رموز الدعوة السلفية بالإسكندرية فى خطبة مسجلة يتم ترويجها عبر عدد من المواقع السلفية على شبكة الانترنت وجاءت تحت عنوان: «أدب التعامل مع الكفار قول الرسول - صلى الله عليه وسلم» - «لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فى طريق فاضطروهم إلى أضيقه» مبررا حرمة بدء غير المسلمين بالسلام بأن هذا لبيان عزة المسلمين وذلة الكفار.

وفى فتوى أخرى للشيخ صفوت الشوادفى عبر احد مواقع الإنترنت يقول: «الشريعة حرمت علينا أن نشارك غيرنا فى أعيادهم سواء بالتهنئة أو بالحضور أو بأى صورة أخرى، وجاءت الآثار تنهى غير المسلمين عن إظهار أعيادهم بصفة خاصة أو التشبه بالمسلمين بصفة عامة ومن أشهرها ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسند جيد» ثم أورد ما يسمى بـ«الشروط العمرية» ويصف هذه الشروط بأنها وثيقة ثابتة للتعامل مع غير المسلمين.
أما أبومحمد بن عبدالله بن عبدالحميد الأثرى فيقول: لا يجوز أبدا أن تهنئ الكفار ببطاقة تهنئة أو معايدة ولا يجوز لك أيضا أن تقبل منهم بطاقة معايدة بل، يجب ردها عليهم ولا يجوز تعطيل العمل فى هذا اليوم - يقصد عيدهم. وتحت عنوان «الاحتفال برأس السنة ومشابهة أصحاب الجحيم» قال الشيخ مصطفى درويش: «إن تهنئة النصارى بأعيادهم حرام ويستشهد على ذلك بأقوال لابن تيمية وابن القيم» وبعد ذلك يوجه سؤالا للمفتى : هل يحق لمسلم أن يذهب إلى النصارى فى كنائسهم مهنئا، لهم بأعيادهم هذه وما يعتقدونه فى هذه الأعياد؟ وفى مقال تحت عنوان «عيد القيامة المجيد.
ومسائل العلماء» ينتقد احد مشايخ السلفية مسئولى الأزهر والأوقاف، وذلك لزيارتهم الكنائس لتوجيه التهانى للأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، مؤكدا أن ذلك يخالف العقيدة الإسلامية ومحرم شرعا، وينال من سلامة العقيدة الإسلامية !!
- تاريخ المصريين لا يعرف التمييز


ان حقيقة هذا العيد وحكم المشاركة فيه؛ لتزيل الغشاوة عن أعين المندفعين وراء لهو هذه الأعياد ومتعها، وتكشف المنطلق العقدي لهذه المناسبات، والذي يغيب عن أذهان أكثر المسلمين المشاركين فيها، فعيد ميلاد المسـيح عليه السلام ويسمى (عيد الكريسمس) وهو اليوم الخامس والعشرون من ديسمبر عند عـامة النصارى، ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح عليه السلام كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات، حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة، ويصل الاحتفال ذروته بإحياء قداس منتصف الليل، حيث تزيَّن الكنائس، ويغني الناس أغاني عيد الميلاد، وقد تأثر هذا العيد بالشعائر الوثنية، حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوربا.


حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية :

فلا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس ( أول السنة الميلادية ) ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار.

1) الكتاب:

فقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) الفرقان 72 الاية
قال مجاهد في تفسيرها: " إنها أعياد المشركين " ، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك.
وقال ابن سيرين : " الزور هو الشعانين ، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس " .
ووجه الدلالة هو أ نه إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده.

2) السنة :

فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر ". رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم.
ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال:" إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما…… " والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل .

3) الإجماع :

فمما هو معلوم من السّير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: " أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام " وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها! أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟
وقد قال عمر رضي الله عنه: " إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم ". رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.
وروى البيهقي أيضاً عن عمر رضي الله عنه أيضاً قوله: " اجتنبوا أعداء الله في عيدهم".
قال الإمام ابن تيمية : " وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله: " واجتنبوا أعداء الله في عيدهم " أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم ؟……… " اقتضاء الصراط المستقيم

4) الاعتبار :

- يقال : الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) المائدة الاية 48.
قال ابن تيمية: ‘ فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه ‘ اقتضاء الصراط المستقيم .
وقال أيضاً: ‘ ثم إن عيدهم من الدّين الملعون هو وأهله، فموافقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه…. ‘ .
- ومن أوجه الاعتبار أيضاً: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر….

لا يجوز للمسلم مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم، لما تقدم من أدلة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، كما لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم: " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه….. الخ " ( انظر أحكام أهل الذمة فصل في تهنئة أهل الذمة… لابن القيم ).


بعض اقوال الشيوخ المعاصرين:

1- العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله
انتقد العلامة الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الاستعدادات التي تجري على قدم وساق في العواصم العربية والإسلامية للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية (الكريسماس) وهذا على غرار السنوات الماضية، معتبرا أن هذا الاحتفال ”حرام، ويعني تنازل الأمة الإسلامية عن هويتها”.وقد هاجم الدكتور القرضاوي في احدى خطبه المحالات التجارية التي تعرض ”ما يسمى شجرة الميلاد بارتفاع عدة أمتار.
وتساءل الشيخ القرضاوي: ”لماذا تُظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجأرون فيه علينا ويمنعوننا من إقامة شعائرنا ويحرمون علينا بناء المآذن كما يوشكون أن يحرموا بناء المساجد”.
وتساءل مستنكرا: ”هل يستطيع المسلمون في أوروبا وأمريكا أن يحتفلوا برمضان والأعياد كما يفعل بعض الناس في داخل مدننا العربية والإسلامية؟
كأننا في بلد أروبي مسيحي.. مر عيد الأضحى المبارك قريبا ولم نر مظاهر لهذا العيد في محال المسلمين، كانت مظاهر بسيطة.. لكن انظروا الآن أمامنا بعد أيام يأتي عيد الميلاد والأشجار تغطي المحال”. يذكر أن في بعض الدول الإسلامية ليست بمنآى عن هذه الاحتفالات حيث تعمد بعض المتاجر إلى عرض ”شجرة الميلاد” وحلويات ”لابيش” للبيع وسط إقبال ملحوظ عليها خاصة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى إحياء الليلة من قبل بعض الشباب بشرب الخمور والسهر حتى الصباح على أنغام الموسيقى الصاخبة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الحالة الثقافية التي وصلنا إليها بعد أن أصبحت هذه الأعياد الغريبة لدى هذه الدول أمرا عاديا؟

2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

السؤال: بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم
الجواب: لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول :(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
3- العلامة محمد بن صالح العثيمين
السؤال : ما حكم تهنئة الكفّار بعيد ( الكريسمس ) ؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤونا به ؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة ، أو حياءً ، أو إحراجاً ، أو غير ذلك من الأسباب ؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟

الجواب : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه " أحكام أهل الذمة " حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنـزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية ، أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " انتهى كلامه -رحمه الله- .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) الزمر الاية 27 وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) المائدة الاية 3 ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة ، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه تعالى: ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران الاية 85.
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه رحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو تودداً ، أو حياءً ، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسؤول أن يعزّ المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز .
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
4-اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
أ-السؤال :من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يعظمون عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين أو لا؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد
أولا السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ الحديث.
ثانيا لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول :(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )
وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس :عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة :عبد الرزاق عفيفي
عضو :عبد الله بن قعود
عضو :عبد الله بن غديان

ب- سئلت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ: عبد العزيز بن باز –رحمه الله- عن حكم مشاركة الكفار في أعيادهم وحكم تهنئتهم بها، ونذكر لك فيما يلي نص السؤالين والإجابة عنهما:

لا تجوز مشاركة النصارى في أعيادهم،ولو شاركهم فيها من ينتسب إلى العلم؛ لما في ذلك من تكثير عددهم، ولا تجوز للمسلم تهنئة النصارى بأعيادهم؛ لأن في ذلك تعاوناً على الإثموقد نهينا عنه قال تعالى:(ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)المائدة الاية 2،كما أن فيه تودداً إليهم وطلباً لمحبتهم وإشعاراً بالرضى عنهم وعن شعائرهموهذا لا يجوز،بل الواجب إظهار العداوة لهم وتبيين بغضهم؛ لأنهم يحادون الله جل وعلا ويشركون معه غيره ويجعلون له صاحبة وولداً، قال تعالى:(لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمانوأيدهم بروح منه) المجادلة الاية 22،وقال تعالى:(قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه
إذ قالوا لقومهم إنا برءوا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده)الممتحنة الاية 4.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 3/435


5- الشيخ محمد علي فركوس

السؤال: ما رأي الإسلام فيما يعرف الآن باسم : (Bonne Année)؟ أجيبونا مأجورين.
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فيجدر التنبيه أولا إلى أنّه ليس للإسلام رأي في المسائل الفقهية والعقائدية على ما جاء في سؤالكم كشأن المذاهب والفرق وإنّما له حكم شرعي يتجلى في دليله وأمارته. ثمّ اعلم أنّ كلّ عمل يُراد به التقرب إلى الله تعالى ينبغي أن يكون وفق شرعه وعلى نحو ما أدّاه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مراعيا في ذلك الكمية والكيفية والمكان والزمان المعينين شرعا، فإن لم يهتد بذلك فتحصل المحدثات التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "وإياكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار"(۱) وقد قال تعالى: (وَمَا آتَاكُم الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) الحشرالاية 7، وقوله تعالى: (فَلْيَحْذَر الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور الاية 63.
ومولد المسيح لا يختلف في حكمه عن الاحتفال بالمولد النبوي إذ هو في عرف النّاس لم يكن موجودا على العهد النبوي ولا في عهد أصحابه وأهل القرون المفضلة، وإنّ كلّ ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دينا لم يكن اليوم دينا على ما أشار إليه مالك رحمه الله وقال: ‘من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة، وذلك لأن الله تعالى قال: (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة الاية 3. فضلا عن أنّ مثل هذه الأعمال هي من سنن النّصارى من أهل الكتاب الذين حذّرنا الشرع من اتباعهم بالنصوص الآمرة بمخالفتهم وعدم التشبه بهم، لذلك ينبغي الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادا وعلما وعملا، لأنّه السبيل الوحيد للتخلص من البدع وآثارها السيئة.
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّـد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الجزائر في: 24 شعبان 1416ﻫ
الموافق لـ: 15 يناير 1996م
۱- أخرجه أبو داود في السنة(4609)، وأحمد(17608)، والدارمي(96)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع(2549)، والسلسلة الصحيحة(6/526) رقم(2735).

6- الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن أحمد التويجري

جرت عادة النصارى على الاحتفال بعيد ميلاد المسيح.وهذا العيد يكون في اليوم الذي يزعمون أنه ولد فيه المسيح ابن مريم، وهو يوم 24 كانون الأول (ديسمبر ) آخر شهر في السنة الميلادية .
وسنتهم في ذلك كثرة الوقود، وتزيين الكنائس، وكذلك البيوت والشوارع والمتاجر، ويستعملون فيه الشموع الملونة، والزينات بأنواعها .
ويحتفلون بهذا العيد شعبياً ورسمياً ، ويعتبر إجازة رسمية في جميع الدول التي تدين بالمسيحية ، وكذلك في غيرها من البلدان ، بل في بعض البلاد الإسلامية يعتبر يوم عيد ميلاد المسيح إجازة رسمية ، ويحتفل الناس بهذه المناسبة .
والاحتفال بعيد ميلاد المسيح أمر مُحدث مبتدع في المسيحية ، فاتخاذ يوم ميلاد المسيح عيداً بدعة أحدثت بعد الحواريين ، فلم يعهد ذلك عن المسيح ، ولا عن أحد من الحواريين .وقد ابتلى الله كثيراً من المسلمين في بعض البلدان الإسلامية بالاحتفال بهذه المناسبة .
ولم يتوقف الاحتفال فيه على المسيحيين فقط ، بل يشاركهم فيه بعض المسلمين ، الذين دعاهم إلى ذلك الخضوع لشهوات النفس ، والهوى ، والشيطان ؛ لما يحصل في هذه الاحتفالات من اختلاط النساء بالرجال ، ونزع جلباب الحياء بالكلية ، وشُرْب المسكرات ، ورقص النساء مع الرجال ، وما يحدث في هذه الاحتفالات من الأمور التي في ذكرها خدش لكرامة المتحدث بها - عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به -.
وكذلك حب التقليد الأعمى للنصارى ، واعتبار ذلك من باب التطور والتقدم ، وأن مشاركة المسيحيين في احتفالاتهم صورة من صور الحضارة ، لذلك يبادرون إلى حضور هذه الاحتفالات ، ويقدمون التهاني للنصارى بهذه المناسبة ، مع أن النصارى لا يهنئونهم بعيدي الفطر والأضحى .
وهذا كله بسبب ضعف الوازع الديني ، وأنهم مسلمون بالاسم لا بالدين والعقيدة ؛ لأن في فعلهم ذلك مخالفة لنهيه صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار خصوصاً ، ونهيه عن المعاصي التي تُرْتَكب في هذه الاحتفالات عموماً .


7- سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المحترم

السؤال

المفتي العام لسلطنة عمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) صدق الله العظيم .
سماحة الشيخ نود أن نعرف من سماحتكم رأي الدين الإسلامي الحنيف في موضوع الاحتفال بانتهاء السنة الميلادية وبدء سنة جديدة والتي يطلقون عليها في الغرب اسم أعياد الميلاد وهل ينطبق على عمل مثل ذلك قول رسولنا الكريم في ما معناه "كل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الجواب

نعم ذلك كل من المحدثات التي لا يقرها الإسلام وهي من تقليد النصارى وما تقليدهم إلا رمز موالاتهم التي حذر الله منها بقوله: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) .على أن نفس الاعتماد في التاريخ على الأشهر الشمسية والسنة الميلادية من البدع المخالفة لما دل عليه قول الله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) وقوله :(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ) فقد بين أن الشهور المعتمدة في الإسلام منها أربعة حرم وأي شهر حرام في التاريخ الميلادي؟ وبين أنها من الدين القيم فالخروج عنها إذا من مخالفة للدين القيم على أن المسلمين أجمعوا على التاريخ الهجري في عهد الفاروق واستمروا على اعتماده أكثر من ثلاثة عشر قرناً جيلاً بعد جيل إلى أن استحكم فيهم الغزو وتمكن العدو من الاستيلاء على أفكارهم فتركوا أمراً هو رمز عزهم وسجل مجدهم إلى أمر هم فيه اتباع لعدوهم فإنا لله وإنا إليه راجعون . والله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق